أهلاً وسهلاً بك إلى الدرس السابع عشر من دروس HTML. والذي سندخل من خلاله إلى أحد المواضيع الهامة التي يُعنى بها كل من يريد أن يكون للغة العربية وجود على الإنترنت. سوف نقوم بمناقشة الكيفية التي يمكن لنا كمستخدمين عرب إنشاءصفحات ويب بلغتنا الأم على هذه الشبكة العالمية.
فذلكة تاريخية
نحن نعرف أن بدايات اللغة العربية على الإنترنت اقتصرت على أسلوب قد نعتبره الآن بدائياً، لكن لا نستطيع إنكار فعاليته في ذلك الوقت. (لا تعتمد كثيراً على عبارة "في ذلك الوقت" فمن المحتمل أن يكون هناك مواقع لا زالت تعتمد هذا الأسلوب لعرض محتوياتها حتى هذه اللحظة)، وهو أسلوب النص المصور. أي النص المسحوب على جهاز Scanner والمعروض على الإنترنت كصورة. وكانت هذه هي الطريقة التي نَفذ منها أصحاب المواقع المعربة للدخول إلى عالم الإنترنت. لكن من الواضح أنها لم تكن بالطريقة الفعالة أو العملية، لعدة أسباب أهمها:
بالنسبة للمصمم: كانت عملية إنشاء الصفحة تعني كتابتها وتنسيقها وطباعتها ومن ثم مسحها على Scanner فإذا أراد فيما بعد إجراء أي عملية تعديل مهما كانت بسيطة فذلك يعني إعادة تحريرها وسحبها، مكلفة في ذلك الوقت والجهد وربما المال.
أما بالنسبة للزائر فذلك يعني إضاعة وقت أطول في عرض هذه النصوص -الصور- أضعافاً مضاعفة مما لو كانت نصوصاً بحتة. بالإضافة إلى استحالة إجراء عمليات البحث المعتادة سواءً كانت خارجية من خلال محركات بحث الإنترنت، أو داخلية ضمن الصفحة نفسها من خلال أمر البحث الموجود في المتصفح. وأحياناً قد يواجه مشكلة رداءة الصورة وبالتالي عدم إمكانية إخراجها بشكل واضح وسليم على الطابعة.
لكن دعنا لا نلم هؤلاء الرواد الذين اتبعوا هذه الطريقة. فكما يقال (مكره أخاك لا بطل) وعذرهم هو عدم وجود متصفحات تستطيع عرض النصوص العربية بطريقة صحيحة. إلى أن قامت شركة صخر بإطلاق متصفحها سندباد الذي جاء معرباً لـNetscape وشركة مايكروسوفت التي أطلقت MS Internet Explorer ليكونا فاتحة خير بالنسبة لنا كمستخدمين عرب للإنترنت، ولا نستطيع إلا أن نكنّ لهما كل التقدير. فهانحن كما ترى نبحر في الإنترنت ولغتنا العربية تزداد انتشاراً فيها يوماً بعد يوم.
حسناً، لا تظن أننا سنحتاج إلى إعدادات معينة أو أننا سنتعامل مع وسوم إضافية غير عادية عندما نتحدث عن صفحات ويب باللغة العربية... إطلاقاً، فالواقع أنك تستطيع اعتبار هذا الدرس مجرد دردشة عادية عن الويب واللغة العربية. ولن يكون هناك إلا وسم جديد واحد سيتم التعرض له بشكل مقتضب بما يهمنا في موضوع اللغة العربية هنا على أن نناقشه بالتفصيل في درس لاحق.
ولنبدأ الآن...
لنقم بداية بتعريف صفحة ويب عادية كما إعتدنا:
</HEAD>
....
</BODY>
</HTML>
ومن ثم سنقوم بإضافة هذه الشيفرة لها
وذلك في القسم الأعلى أي ضمن الوسمين ... </HEAD> ويفضل أن تكتبها بعد وسوم العنوان
</HEAD>
....
</BODY>
</HTML>
قم بكتابة هذه الشيفرة كما هي نصاً وحرفاً. وما يعنينا فيها الآن هي العبارة
charset=windows-1256
فهي لب موضوعنا. أما باقي الشيفرة فسوف نقوم بمناقشتها إن شاء الله في درس لاحق عند الحديث عن الوسوم المتقدمة.
فما الذي تعنيه العبارة السابقة؟؟ بإختصار شديد، هي تحدد قائمة الترميز العربية Code Page التي سيتم عرض صفحتنا من خلالها. أو لنقل أنها تحدد أسلوب التشفير الذي سيستخدمه المتصفح لعرض الأحرف.
حسناً، يبدو أننا سنعود ثانية للفذلكة التاريخية. وهذه المرة إلى بدايات اللغة العربية مع الحاسوب الشخصي نفسه وليس مع الإنترنت فقط:-
إذا كنت من مستخدمي الحاسوب القدامى ... وبالتحديد من أيام نظام التشغيل DOS وتطبيقاته (أي قبل أن يكون هناك برنامج ويندوز المعرّب) فلا بد أنك تعرف، وربما تعاملت مع برامج التعريب القديمة التي واكبت تلك الفترة كبرنامج النافذة وريم ونظم صخر ... إلخ. حيث أنه في تلك الفترة كانت هناك عدة جهات أخذت على عاتقها مهمة تعريب الحاسوب وأنظمة تشغيله. لكن المشكلة كانت في في غياب التنسيق بين هذه الجهات. وكانت النتيجة هي إصدار العشرات من برامج التعريب التي تختلف عن بعضها البعض في طريقة ترتيب قائمة الرموز والحروف وبالتالي اختلف أسلوب تشفير النصوص وعرضها. بمعنى أن النص المكتوب من خلال برنامج "النافذة" سوف يبدو كمجموعة من الحروف والكلمات المبهمة وكأنها مكتوبة بلغة أخرى باستخدام برنامج آخر مثل "ريم".
ولتوضيح الفكرة السابقة (على الأقل كما أفهمها أنا!!!) إليك هذا المثال.
لنفرض أن هناك قائمة ترميز رتّبت فيها الحروف بالشكل التالي:
ي
و
هـ
ن
م
ل
ك
ق
ف
غ
ع
ظ
ط
ض
ص
ش
س
ز
ر
ذ
د
خ
ح
ج
ث
ت
ب
ا
وأننا أردنا كتابة كلمة "سندباد" من خلالها...
ثمّ لنفرض الآن أننا قمنا باستعراض الكلمة باستخدام برنامج يتعامل مع قائمة ترميز مختلفة وبالترتيب التالي:
ر
و
ز
ظ
ش
س
ي
ب
ل
ا
ت
ن
م
ك
ط
ذ
ض
ص
ث
ق
ف
غ
ع
هـ
خ
ح
ج
د
بالمقارنة بين النظامين سوف نشاهد أن كلمة "سندباد" في النطام الأول قد أصبحت "ضظفجدف"!!! في النظام الثاني
ي
و
هـ
ن
م
ل
ك
ق
ف
غ
ع
ظ
ط
ض
ص
ش
س
ز
ر
ذ
د
خ
ح
ج
ث
ت
ب
ا
ر
و
ز
ظ
ش
س
ي
ب
ل
ا
ت
ن
م
ك
ط
ذ
ض
ص
ث
ق
ف
غ
ع
هـ
خ
ح
ج
د
إذن تعدد نظم التشفير لم يكن لصالح المستخدم العربي أبداً، إذ أنها أوقعته في إشكالات أقلها عدم التوافق بين التطبيقات التي يتم العمل عليها. ولا شك أن ظهور نظام ويندوز وانتشاره بين المستخدمين العرب بصورة كبيرة قد حدّ من هذه المشكلة بشكل فعّال.
والآن عودة إلى الإنترنت... لقد ألقت المشكلة سالفة الذكر بظلالها على نظم إنترنت ومتصفحاتها المعرّبة (وإن كان ذلك بصورة أقل تأثيراً عمّا سبق). لذلك تجد أن من الميزات التي تحرص شركات صخر وميكروسوفت على إضافتها للمتصفحات هي ميزة تعدد قوائم الترميز التي يستطيع المتصفح دعمها. ومن الأمثلة على هذه القوائم: Windows-1256, DOS-720, ISO-8859-6 وأكثرها استخداماً وانتشاراً هي Windows-1256. وعادة تملك المتصفحات القدرة على اكتشاف قائمة الترميز المطبقة على الصفحة بصورة تلقائية. لكن من الحكمة أن نقوم نحن دائماً بتحديد هذه القائمة ليس بسبب قلة الثقة في المتصفحات وإنما من باب الإحتياط الواجب دائماً في عالم الإنترنت وتصميم الصفحات...
إذن، هل عرفت الآن السبب في إضافة الشيفرة charset=windows-1256 إلى بداية الصفحة؟
لكن ماذا سيحدث لو دخلت إلى إحدى الصفحات ولم تكن تتضمن الشيفرة الخاصة بقائمة الترميز؟ حسناً، هناك إحتمال من إثنين: إما أن يكون المتصفح قد اكتشفها بصورة تلقائية واستخدم الإعدادات الإفتراضية وبالتالي تم عرض الصفحة بالشكل الصحيح وبذلك حلّت المشكلة قبل أن تبدأ. أو تستطيع أنت أن تحل المشكلة بنفسك ، كيف؟؟ إليك الطريقة:
في المتصفح MS Explorer تجد أيقونة صغيرة في الزاوية اليمنى السفلى لنافذة المتصفح. فإذا قمت بالنقر عليها ستظهر قائمة بأسماء قوائم الترميز التي يدعمها.
وما عليك الآن إلا أن تختار القائمة التي تعتقد أنها المناسبة وإذا أخطأت قم باختيار قائمة أخرى وهكذا.
أما في برنامج سندباد فتستطيع أداء هذه المهمة باختيار الأمر "خيارات صفحة الويب الحالية" من قائمة "خيارات سندباد" حيث يظهر بضمنها صندوق حوار خاص بقوائم الترميز.
وبالمناسبة، هل أخبرتك أن باستطاعتك رؤية النص العربي حتى لو كنت تستخدم متصفحاً غير معرب؟ كيف ذلك؟! كل ما عليك فعله هو تغيير إعدادات الخطوط الإفتراضية في المتصفح واختيار خطوط عربية بدلاً من الخطوط المحددة أصلاً. هذه هي الحكاية فقط لكنها ليست الحل!!. إذ سرعان ما ستكتشف أن النص غير مرتب والأسطر والفقرات متداخلة بطريقة غير منطقية خاصة إذا احتوت الصفحة على كلمات أجنبية. فعلى سبيل المثال إذا كانت هناك كلمة أجنبية في منتصف أحد الأسطر فسوف تلاحظ أن الكلمات التي تليها على اليسار قد أصبحت على اليمين والعكس صحيح. وبذلك سيكون من الصعب عليك متابعة هذه الفقرات. (وعلى أية حال لو كان هذا هو الحل لما وجدنا شركات مثل صخر وميكروسوفت تضيعان وقتهما في إيجاد متصفحات معربة). إذن الحل السابق هو مجرد حل مؤقت لمشكلة ظهور النص العربي فقط ولكنه لم يحل أبداً مشكلة كون اللغتين العربية والإنجليزية تكتبان بإتجاهين مختلفين وبشكل يحتاج إلى حل جذري بإيجاد المتصفحات المعربة ثنائية الإتجاه Bi-Directional أو (BiDi).
لا يخلو الموضوع هنا من الحديث عن الإختلافات بين المتصفحات في التعامل مع صفحات اللغة العربية. (عدنا ثانية للحديث عن الوسوم والخصائص الخاصة بكل متصفح). ولنبدأ بمناقشة تلك الخاصة بالمتصفح ميكروسوفت إكسبلورر:-
في الدرس الرابع تطرقنا إلى وسم الفقرات
. وقلنا أن إحدى خصائص هذا الوسم هي الخاصية DIR التي تحدد إتجاه النص من خلال القيم rtl و ltr. (وقد طلبت منك أن تبقى متذكراً لها لأننا سنتطرق إليها عند الحديث عن اللغة العربية.) إذن لقد حان الوقت!!. يدعم إكسبلورر هذه الخاصية بشكل كبير، ذلك لأن من ميزاته أنه لا يتعامل مع الصفحة والفقرات المكونة لها كوحدة واحدة بل أنه يتعامل مع كل فقرة على حدة. ويتطلب هذا أن تقوم بتكرار الإعدادات التي تريدها مع كل فقرة بحد ذاتها.
وعلى سبيل المثال، سوف تجد أن كل فقرة عربية في كل صفحة في هذا الموقع محاطة بالوسوم
... </P>
وأن كل فقرة إنجليزية محاطة بالوسوم
... </P>
وذلك ليس لسبب إلا لضمان ظهورها بالشكل المناسب في المتصفح إكسبلورر. ولاحظ أنني في الحالتين أقوم بتحديد إتجاه النص جنباً إلى جنب مع المحاذاة المطلوبة. وفي الحقيقة أن هذه الخاصية DIR تستخدم ليس فقط مع وسوم الفقرات بل مع أي وسوم أخرى نستخدم معها الخاصية ALIGN وبشكل خاص مع الجداول.
نأتي الآن إلى المتصفح سندباد... كما تعلم فإن هذا المتصفح هو برنامج مضاف Plugin لتعريب المتصفح Netscape بإصداراته المختلفة. لذلك من البديهي أن يرث خصائصه المختلفة، إبتداءاً من الواجهة التطبيقية للبرنامج وإنتهاءاً بالوسوم الخاصة التي يدعمها. لذلك فعند الحديث عن أحدهما نستطيع القول بأننا نتحدث عن الآخر بدون أدنى اختلاف.
ما يهمنا في هذا المقام هو أن سندباد يتعامل مع الصفحة التي يعرضها كوحدة واحدة، وذلك على خلاف إكسبلورر. بمعنى أنه لا يدعم الخاصية DIR. لذلك نرى أن سندباد يحتوي على زر خاص بتحويل إتجاه الصفحة يميناً أو يساراً، وهو الزر الموجود في أعلى نافذته ويكون على شكل سهم.
إذن بشكل عام، طالما كانت الصفحة موحدة اللغة (سواءاً كانت هذه اللغة عربية أو إنجليزية) وبالتالي كانت تحتوي على فقرات موحدة الإتجاه (يميناً أو يساراً) فمن غير الضروري أن نقوم بتحديد المحاذاة لكل فقرة على حدة، فالأصل أن نقوم بذلك من خلال زر تحديد الإتجاه. لكن عندما تحتوي صفحتنا العربية على فقرة إنجليزية (أو العكس) فهنا لا بد من استخدام وسم الفقرات وتحديد المحاذاة المطلوبة لهذه الفقرة فقط، ومن ثم المتابعة مع باقي الفقرات العربية بشكل طبيعي كالسابق. ونكرر العملية مع أي فقرة إنجليزية لاحقة. وهنا عند الضغط على زر تحديد الإتجاه ستجد أنه يغير إتجاه جميع الفقرات فالعربية ستحول إلى اليسار والإنجليزية إلى اليمين والعكس بالعكس.
السؤال الآن، أي من الطرق نستخدمها في صفحاتنا؟ هل نعتمد على الخاصية التي يدعمها إكسبلورر أو على الزر الذي يتضمنه سندباد؟
الجواب عموماً هو أن نتبع الطريقة التي تضمن أكبر قدر من التوافق في مظهر الصفحات فوجود الخاصية DIR لن يضر بصحة المتصفح سندباد. لكن غيابها هو ما سيجعل إكسبلورر هزيلاً. إذن لنستخدمها دائماً ومع كل فقرة من فقرات صفحتنا.
خلاصة القول أضعها في النقاط التالية، وكما يقال: في الإعادة إفادة!
في بداية الصفحة ضع الشيفرة التالية كما هي نصاً وحرفاً
قم بإحاطة كل فقرة عربية من فقرات صفحتك بالوسوم التالية:
... </P>
إذا أردت إدراج فقرات إنجليزية فقم بإحاطة كل منها بالوسوم
... </P>
تستطيع استخدام الوسوم السابقة مع الجداول أيضاً
في الأيام الأولى لإنشاء هذا الموقع، وبالذات في الدرس الأول، واجهت إشكالاً معيناً وذلك عندما كنت أقوم بكتابة بعض المصطلحات الإنجليزية وبضمنها رموز خاصة أو أرقام. فقد كانت هذه الرموز تظهر بصورة معكوسة عندما يتم عرضها في المتصفح سندباد. مثال ذلك: أن الإشارة / الموجودة في وسوم النهاية كانت تظهر في آخر الوسم (أي إلى اليمين) بدلا من أن تظهر في بدايته. كذلك عند الحديث عن الرموز الخاصة كالفراغات كانت إشارة (&) تظهر على اليسار وإشارة ( تظهر على اليمين، أي انهما تظهران بشكل معاكس لما يجب أن يكونا عليه.
وبصراحة مطلقة فقد سببت لي هذه المشكلة كابوساً على مدى عدة أيام متلاحقة، حاولت خلالها تجربة العديد من الحلول. كان من ضمنها أن أقوم بكتابة هذه الرموز بصورة معاكسة علّها تعود إلى رشدها. لكن للسخرية كانت في الحالة المعكوسة تبقى كما هي في مكانها. وأخيراً جاء الحل السحري بعد أن أرسلت إلى شركة صخر أستفسر عن هذه المشكلة. وكان هذا الحل بكتابة رمز يسمى OXFD وهو رمز الفراغ باللاتيني، وتتم كتابته بالضغط على المفتاح ALT في لوحة المفاتيح مع الأرقام (من اليسار إلى اليمين) 0253 وذلك قبل أي رمز "مشاغب" لا يظهر في مكانه الصحيح. وبذلك تم حل كل الإشكالات التي واجهتها مع هذه الرموز.
إذن أستطيع الآن أن أضيف نقطة خامسة إلى النقاط السابقة:
استخدم ALT+0253 قبل الرموز أو الحروف الإنجليزية التي لا تظهر في مكانها الصحيح عند عرضها من خلال المتصفحات
الدرس الثامن عشر
أهلاً وسهلاً بك إلى الدرس الثامن عشر من دروس HTML...
من المحتمل أن يكون عنوان هذا الدرس غريباً بعض الشيء بالنسبة لك. وأنه قد أثار لديك بعض التساؤلات عن فحوى هذه الوسوم وعن الهدف من هذا الدرس بشكل عام... ولكي لا تطول تساؤلاتك دعني أوضحها لك كما يلي:-
لقد تابعنا معا من خلال الدروس السابقة مفردات لغة HTML خطوة بخطوة. ومن المحتمل أنك قمت بتطبيق هذه الدروس بصورة عملية من خلال صفحات وهمية قمت أنت بإنشائها. (حسناً فعلت!!! - لأنه من الصعب استيعاب أي موضوع جديد دون القيام بالتطبيق العملي له، وخصوصاً في مجال الكمبيوتر عموماً ولغاته بشكل خاص). والآن أنت تعتقد أنه حان الوقت للعمل الجدي، فلديك فكرة لموضوع ما، وتريد طرحها على الإنترنت. وأنك تفكر بإنشاء موقعك الخاص لتعرض هذا الموضوع من خلاله. وتؤمن أن هذه الدروس التي تتابعها في هذا الموقع قد كوّنت لديك المعرفة الكافية للقيام بتصميم موقعك بنفسك (كما أتمنى)... وبذلك تجد نفسك جاهزاً للانطلاق في رحاب الإنترنت ولتقول بكل فخر: "لدي موقع على الإنترنت". لكنك أيضا قد تتوقف لتفكر للحظات… فأنت تعرف والجميع يعرف أنه يوجد في الإنترنت حالياً الملايين من المواقع! وربما تتساءل: كيف لي أن أنشئ موقعي في هذا الخضم الهائل من المواقع؟! وكيف للناس أن يجدوا طريقهم إلى هذه الزاوية الصغيرة التي أنشأتها في هذا الكيان اللامحدود؟ وإذا كنت من النوع المتشائم فربما ستتراجع عن هذه الفكرة (فكرة الموقع) قبل أن تبدأها... حسناً، لا أريدك أن تشعر بالإحباط. فالطبع لو أن كل واحد منّا يفكر بالجدوى من إنشاء موقع إنترنت خاص به بهذه الطريقة لما وجدت كل هذه المواقع ولما تكونت الإنترنت أصلاً، أليس كذلك؟
في بدايات الإنترنت، كانت هناك عبارة دارجة تقول
Build it, and they will come
أي أنشيء موقعك، وسوف يأتون إليه. ولا أعرف إلى أي مدى كان صدق هذه العبارة في تلك الأيام. فأنا لا أستطيع تخيل أي موقعِ على الويب تهلّ إليه جحافل الزوار بمجرد افتتاحه مهما كانت طبيعة هذا الموقع أو موضوعه أو التقنيات المستخدمه فيه. لكن ما أعرفه حالياً أن تسويق الموقع في متاهات الويب يعد من أهم وأصعب المهمات التي تواجه أصحابه. بل وربما أصعب من عملية إنشاء الموقع نفسها.
السؤال الآن ... ما هي الطريقة المثلى للوصول إلى شيء ما عندما تحتاجه في الإنترنت؟ والجواب بديهي، إنها محركات البحث. لذلك لا نبالغ إذا قلنا أن الموقع الذي يدرج في محركات البحث وبالذات في الصفحات الأولى منها وفي أعلى مستويات هذه الصفحات هو موقع ناجح يستطيع أن يضمن وصول أكبر عدد من الزوار إليه.
إذن فمحركات البحث هي الخطوة الأولى
لكن كيف نصل أصلاً إلى محركات البحث هذه؟ (وأعني هنا كيف نتوصل إلى إدراج موقعنا في قوائم هذه المحركات؟) وهو ما سنحاول الإجابة عليه في هذا الدرس.
حسناً... قد تقول: نحن هنا نناقش لغة HTML فما دخل محركات البحث بهذا الموضوع؟ بالطبع فإن الهدف من هذا الدرس هو إكمال ما بدأناه في الدروس السابقة حول لغة HTML أي أننا سوف نناقش وسوماً جديدة لهذه اللغة. لكن بما أن هذه الوسوم تتعلق بمحركات البحث. فقد وجدت أنه من المحتم توضيح العديد من النقاط حول هذه المحركات. وعلى أية حال فالمزيد من المعرفة لن يضر أحداً.
إذن فما ستجده هنا في هذا الدرس لن يكون فقط وسوم HTML بل أيضاً بعض المعلومات والأفكار حول محركات البحث، ولن يعنينا هنا كيفية استخدامها للبحث بل ما سيعنينا هو كيفية إدراج المواقع ضمنها... أي أنك لن تكون هنا باحثاً عن المعلومة، بل ستكون ناشراً لها. وأتمنى أن تكون هذه الأفكار عوناً لك على ذلك.
كيف لك أن تجعل الناس يأتون إلى موقعك، وأن يجدوا طريقهم إليه بسهولة ويسر؟ وبشكل أعمّ ... كيف تستطيع أن تسوّق موقعك؟؟؟
هذا هو السؤال
هنا لن أتكلم معك في أمور بديهية وأقول لك إن الفكرة الموجودة في موقعك والموضوع المطروح فيه لهما أثر واضح في جذب الزوار إليه. ولن أقول لك بأن طريقة تنظيمه وتنسيقه تسهل عليهم التجول فيه، وبالتالي لن يجدوا صعوبة في إيجاد ما يبحثون عنه. كذلك لن أذكّرك بأن التجديد المستمر لمحتوياته يجعل زوارك يحرصون على العودة مرة بعد مرة… طبعا لن أقول لك كل ذلك!!!!
لا أعرف مدى استخدامك لمحركات البحث للوصول إلى ما تريده في الإنترنت! ولا أعرف أيضاً إن كان استخدامها قد أثار لديك بعض التساؤلات! على سبيل المثال:
ما الفرق بين Yahoo و Altavista؟
ما السبب في تباين النتائج التي تظهر من موقع لآخر من حيث العدد والمحتوى؟
لماذا يوجد وصلات تشعبية لا تعمل في بعض المحركات أكثر من غيرها؟
عند الحديث عن مواقع البحث في الإنترنت، من الضروري أن نميز بين محركات البحث من جهة والفهارس (أو أدلة البحث) من جهة أخرى، وذلك من حيث المفهوم والخصائص وأسلوب العمل.
محركات البحث Search Engines
يعتبر محرك Altavista من أوضح الأمثلة على محركات البحث. وهي تسمى أيضاً بالزواحف Crawlers أو العناكب Spiders ومردّ هذه التسميات إلى الطريقة التي يتبعها المحرك لإيجاد المواقع وتصنيفها حيث تقوم الروبوتات الخاصة به (برامج خاصة بالبحث وتتميز بالذكاء …الإصطناعي طبعاً) بالزحف في الإنترنت بحثاً عن المواقع الجديدة وعندما تجد أحدها تقوم بفهرسة وتصنيف كل كلمة من الكلمات الموجودة في صفحات هذا الموقع ضمن قاعدة البيانات الهائلة الخاصة بالمحرك، حيث تستخدم هذه البيانات لتكوّن نتائج البحث التي يطرحها زوار المحرك فيما بعد. وتقوم الروبوتات أيضاً من حين لآخر بإعادة زيارة المواقع السابقة بعد مدة قد تطول أو تقصر (أسبوع أو شهر) تبعاً لطبيعة المواقع نفسها وعدد الزوار اليوميين وكبر الحجم وذلك بهدف تحديث المعلومات عن هذه المواقع وإعادة تصنيف أي إضافات أو إلغاءات طرأت عليها. وكل ذلك يجرى بصورة أتوماتيكية من خلال هذه الروبوتات. ونستطيع القول أن التصنيفات الموجودة في مثل هذه المحركات تكون إلى حد ما حديثة.
الفهارس أو أدلة البحث Directories
ولعل من أبرز الأمثلة عليها هو الفهرس Yahoo وفي هذا النوع من طرق البحث يتم تصنيف المواقع ضمن قوائم متدرجة ومتشعبة عن بعضها البعض بحيث يبدأ بالمفتاح الأساسي العام ثم يتدرج إلى الأكثر تحديداً وهكذا. ويقوم بعملية التصنيف هذه طاقم يعمل خصيصاً في البحث عن المواقع. (أي طاقم بشري، وذلك على خلاف المحركات) كما يعتمد على المعلومات التي يقوم أصحاب المواقع بإرسالها إلى الفهرس عندما يقومون بتحميل المعلومات الخاصة بموقعهم إليه. لذلك نجد أن كمية المعلومات المصنفة في الأدلة أقل منها في محركات البحث وأحياناً أقل حداثة.
ولكي أوضح لك الفرق بين كلا الموقعين إليك المثال العملي التالي:
عندما قمت بالبحث عن المواقع الخاصة بمدينتي نابلس باستخدام Yahoo كانت نتيجة البحث ثلاثة مواقع فقط، وكانت إحدى النتائج كما يلي:
Regional: Regions: Middle East: Countries and Regions: Palestinian Authority: Cities and Regions: Nablus
وكما ترى فإن تسلسل البحث انتقل من Regional إلى Region إلى Middle East وهكذا نزولاً إلى أن وصل إلى نابلس
أما باستخدام Altavista فكانت النتيجة حوالي 4218 موقع، حيث تمّ سرد المواقع تباعاً ودون أي تصنيف أو ترتيب محدد. والحقيقة أن هناك صفحات في نفس الموقع تكرر ظهورها ضمن نتائج البحث، والسبب في ذلك فقط لأن كلمة نابلس تكررت في كل صفحة من صفحات الموقع.
وطبعاً كما تلاحظ فإن هناك فرقاً شاسعاً بين النتائج التي تم الحصول عليها ومردّه كما أسلفت إلى طريقة العمل والتصنيف المتبعة في كل من المحركين.
والآن لنبدأ حديثناً عن وسوم META فما هي هذه الوسوم ؟؟؟
باختصار شديد، هي وسوم تدرج ضمن صفحات الويب، وبالتحديد في أعلاها وضمن المقطع
لقد حان الوقت للتّكلم بلغة HTML... وأبدأ بالقول إن الوسم هو وسم مفرد. وهو يأخذ الخصائص التالية:
HTTP-EQUIV
تعتبر هذه الخاصية مكافئةً للوسم الذي يعرف الصفحة ككل. (والحقيقة أن اسمها يدل على ذلك) وبدون الدخول في تفاصيل جانبية، نستطيع أن نقول أنها تحدد خصائص الصفحة ككل.
وإذا كانت لديك ذاكرة قوية فسوف تدرك أننا قمنا بالفعل باستخدام هذه الوسوم مسبقاً!! وكان ذلك في الدرس السابق عندما حددنا صفحة الترميز العربية التي سيتم عرض الصفحة من خلالها وكان ذلك بالشكل التالي:
NAME
نقوم من خلال هذه الخاصية بتحديد اسم (أو لنقل عنوان) وحدة البيانات التي نريد تعيين قيمها
CONTENT
تحدد المحتويات أو البيانات التي نريد إسنادها للخاصيتين السابقتين
في واقع الأمر فإن لهذه الخصائص الكثير من القيم. لكنها بكل بساطة لا تعنينا في شيء، فمعظم هذه القيم توصف بأنها Server Side أي يتم التعامل معها على مستوى المزود وليس على مستوى جهاز المستخدم Client Side ولا تهم مصممي صفحات بسطاء مثلنا. وما يعنينا بالدرجة الأولى هي القيم التالية:
مع الخاصية HTTP-EQUIV...
القيمة Content-Type والتي تعني نوعية المحتويات. وأذكرك مرة أخرى أننا تعاملنا معها مسبقاً ... ثم باستخدام الخاصية Content قمنا بتحديد طبيعة هذه المحتويات على أنها text/html أي نصوص لغة HTML وأن صفحة ترميزها هي Windows-1256 ...ولن نحتاج أكثر من ذلك مع هذه الخاصية.
مع الخاصية NAME... نستخدم
القيمة keywords لتحديد الكلمات المفتاحية للصفحة.
ثم نستخدم الخاصية Content لتحديد هذه الكلمات. وعلى سبيل المثال إليك الشيفرة التالية التي أستخدمها في صفحات هذا الموقع
ولا ضرر في تكرار بعض أو كل الكلمات المفتاحية لثلاث أو أربع مرات للتأكيد عليها
القيمة description لتوصيف الصفحة، وذلك بعبارات قصيرة تلخص محتويات الصفحة والهدف منها.
القيمة author لتوثيق اسم المؤلف أو صاحب الموقع
القيمة copyright لسرد حقوق النشر الخاصة بالصفحة
هذه هي وسوم META التي تهمنا. وسوف أقوم الآن بإجمالها لك في شيفرة واحدة مع باقي الوسوم في ترويسة الصفحة بحيث يمكنك قصها ولصقها في كل صفحة من صفحاتك. وعليك طبعا كتابة القيم والبيانات التي تريدها فيما بعد حسب عنوان صفحتك والكلمات المفتاحية والوصف الذي تريده (لا تتوقع مني أن أقوم أيضاً بكتابه هذه القيم لك). كذلك لا تنس تحديد صفحة الترميز إن كانت مختلفة أو حذف الوسم الخاص بها إن كانت صفحتك باللغة الإنجليزية.
</HEAD>
هل هذا يكفي؟ وأعني هل تكفي هذه الوسوم لتكون من الأوائل دائماً على صفحات محركات البحث؟ كما أسلفت هناك دائماً جهود إضافية يجب عليك بذلها. وهذه المرة عليك التوجه إلى هذه المحركات والبحث عن الوصلات التشعبية الخاصة بإضافة المواقع الجديدة. في Altavista ستجد أنها تسمى Add Page. وفي Infoseek و Excite و HotBot ستجدها Add URL أما في Yahoo فهي How To Suggest a Site? كذلك ستجد مثل هذه الوصلات في المواقع العربية وعادة تعرف بـِ أضف موقعك.
على أية حال قم بالنقر عليها لكي تقودك إلى نموذج بسيط عليك ملؤه ببعض المعلومات عن موقعك (لا تخف فإن طريقة التعامل مع هذه النماذج هي أبسط مما تتصور). لكن لا تتوقع أن ترى موقعك وقد تمت إضافته في الدقائق التالية لهذه العملية، فهذا يحتاج في معظم الأحوال إلى عدة أيام.
أعرف أنك ستقول عن هذه العملية بأنها صعبة وشاقة... لذلك سوف أدلك على طريقة أسهل وأسرع بكثير. هناك برامج خاصة لإدراج المعلومات عن المواقع والصفحات بحيث تقوم بملء نموذج خاص لمرة واحدة فقط بكل ما تريده من معلومات ثم يقوم هذا البرنامج بإرسالها إلى المئات من محركات وأدلة البحث... هكذا ببساطة وبدقائق معدودة. ومن هذه البرامج برنامج AddWeb وبرنامج Submission Wizard لكن من المؤسف أن النسخ المشتركة لهذه البرامج أو مثيلاتها، تكون محدودة الفعالية أي تتعامل مع عدد محدود من المحركات والأدلة وليس كلها إلا إذا قمت بشراء هذه البرامج. ...لكن لا بأس من تجربتها على الإطلاق.
وأخيراً ما رأيك بارسال عنوان موقعك إليّ وسوف أقوم بكل سرور بإضافته إلى صفحة الوصلات التشعبية الخاصة بهذا الموقع.
اسم الموقع
العنوان
نكون الآن قد وصلنا إلى نهاية هذا الدرس، مع أصدق تمنياتي بأن يكون موقعك دائما على الصفحة الأولى لمحركات البحث.
لا تبخلو علينة بردودكم ودعائكم لنا